أولى خطواتك نحوي كانت أسعد لحظات حياتي
تلك الخطوات المتلعثمة التي فتحت لها ذراعيّ لأني كنت أنتظرها لأعرف ماهية السعادة
كان معناها أكبر بكثير من أن يُختصر إلى مجرد قدرتك على الحركة
ليس فقط لأنها كانت نحوي ولكن أيضا لأنها كانت منك
كنت أخفي شعوري بالسعادة الغامرة حينما تهرب إليّ من كل من حولك
ذراعاك الصغيرتان اللتان التفتا حول عنقي
كانتا تحويان عالما يخصني وحدي
ويبث إلى قلبي وعقلي موجات من السعادة ويبث إلى شفتي ذبذبات الابتسامة
ورأسك الذي استودعته حضني
يشعرني بالدفء
يأخذني بشوق وحنين جارفين إلى غيمات بيضاء فأتعلق بالسماء وأتعمق في لونها الذي حوله الصفاء إلى الشفاف
فلا أعود أنتمي إلى عالم الناس الأرضي إلا بجسدي
حبي - غير المشروط - لك أعطاني أكثر بكثير مما أخذ مني
أهداني فرحة عُمْر
تكبر أمام عيني ويزداد حبي لك وتعبر عن حبك لي
كلمتك الأولى التي حملت اسمي
وعيناك التي حدثتني قبل لسانك لأعرف منها كل ما تريد دون أن تنطق
ولتتحول لغة العيون إلى شفرة بيننا لا يفهمها سوى كلينا
لحظات ابتسامتك كان تعني ابتسامة الكون
ودقائق ضحكك كانت تغلف الكرة الأرضية بغلاف غير غلافها الجوي
ضحكاتك تنقي الهواء من الهموم
أركب معها آلة الزمن لأعود طفلة تضحك من قلبها كلما ضحكت من قلبك
منذ احتضنك رحمي وغذتك أوردتي لم يفارقني ذلك الإحساس بكيانك
فارقني الإحساس بكياني لأنك جعلتهما واحدا لا يقبل القسمة إلا على نفسه
فتحتُ عيني فوجدتك إلى جواري تفتح عينيك في نفس اللحظة
فرأيت أننا فتحنا أعيننا معا
لست وحدك من وُلد الآن فقد ولدت معك
أحببتك منذ وقعت عيني عليك
ليس لأنك أجمل أطفال الأرض - وإن كنت أجملهم في عيني-
ولا لأنك أذكى أطفال الكون
ليس لأي مما سبق
ليس إلا لسبب واحد
فقط لأنك أنت ............ أنت