Wednesday, March 5, 2008

أحزان ومسرات



"أعلم أن الحياة أحزان ومسرات
وأن أحزانها أكثر
ولكن حياتي أنا أحزان كبيرة وأحزان أكبر منها
حياتي ليس بها أفراح"
قالتها لي والدموع في عينيها..ولم تستطع أن تكمل فقد كانت العبرات تخنقها


أحسست بها وقد حاصرتها الأحزان فلم أملك أمام سيل دموعها إلا أن احتضنتها بشدة وجعلت أربت على كتفها علها تحس بالحنان ...


كطفلة صغيرة ذابت في حضني وانطلقت منها زفرة لم تحاول أن تخفي لهيب نارها عني


فقد كان داخلها كبركان ثائر لا تكاد تهدأ حممه أو تسكن أعماقه


حتى هي لم تعد تحتمل.... هي التي كنت أعتبرها مثلا أعلى في قوة الاحتمال


هي التي كانت أمامي جبلا لا يهتز مهما فعلت به نوائب الزمان


هي التي علمتني الصبر عند الصدمة الأولى ..... هي التي سمعت منها "إنا لله وإنا إليه راجعون" عند كل مصيبة


بلغ صبرها منتهاه


وأثنت البلايا عزيمتها التي كانت كعزيمة أعتى الجبال


أول معرفتي بها كنت أحيانا أظن أنها ربما لا تشعر أو أن عاطفتها قتلتها كثرة الأحزان


لكني بعدها عرفت أن ما أراه ليس قسوة في القلب ولا تبلد في المشاعر ، وإنما صبر منبعه قوة إيمانها بالله


فمعها ترى المعنى الحقيقي للتوكل والاعتصام بالله


كل هذا جال بخاطري حينما احتضنتها لأول مرة ، وكانت هي دائما مصدر الدفء والأمان وقطع ذلك التفكير صوتها الحزين : " فصبر جميل "


نعم... هكذا هي حتى عندما أعياها الصبر على الأنواء


هكذا أنت وهكذا فلتكوني تلك الصابرة المحتسبة في كل خطوات حياتها ... ثوري أحيانا وأبك أحيانا لكن لا تنهاري فبانهيارك تنهار أفئدة ترى فيك الأمل


لعل صبرك قد أصابته كل الأدواء وزاره الأحباء وأعياه طول الشقاء لكن الإيمان خير دواء فاثبتي يا تلك الصخرة الشماء


نعم ... صخرة بكل ذلك الاحتمال لكنها تملك أرق قلب في الوجود معادلة صعبة ، كنت أظنها مستحيلة ، حتى رأيتك


حبيبتي لن أطلب منك الكف عن البكاء


لكني أطلب منك أن تثبتي على ذاك الصراط


وتعبري بنا تلك الرحلة إلى دار البقاء

لقطات

يقولون : ثلاثة لا تعود : زمن يمضي، وسهم يرمى، وكلمة تقال ولعل تلك الأخيرة من أكثر ما يؤثر فيَّ ليس فقط لأنها لا تعود لكن أيضًا لأنها تبقى ...