Sunday, September 27, 2009

هكذا ربَّـى النبي... 1



الدجاج البلدي والدجاج الأبيض


"عن المعرور بن سويد قال : لقيت أبا ذر بالربذة وعليه حلة وعلى غلامه حلة فسألته عن ذلك فقال : إن ساببت رجلا فعيرته بأمه فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أبا ذر أعيرته بأمه ؟ إنك امرؤ فيك جاهلية . إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم"


العصبية العربية التي كانت في جذور العرب وثقافتهم
قضى الإسلام عليها لكن بالتدريج


قال أبو ذر الغفاري لبلال ابن رباح " يا ابن السوداء"
موقف تظهر فيه العصبية العربية القبلية
وموقف ربى فيه النبي تربية نبوية راقية أثمرت بعد ذلك عن نتائج راقية
في كل كلمة من الحديث يظهر أسلوب رسول الله صلى الله عليه وسلم في التربية قال له :
- يا أبا ذر ناداه باسمه كناية عن المزيد من التأنيب والتأديب وكأنه يقول له كيف وأنت أبو ذر أن تعيره بأمه
فبدأ بمناداته باسمه
- فيك جاهلية : فلم يصفه بالوصف الكلي بل في جزئية معينة ، لم يقل إنك امرؤ جاهلي وهنا تظهر الموضوعية في النقد ؛ فقد وصفه بقدر ما فيه من جاهلية ولم يعمم على كل أفعاله ، وهو بذلك يمهد له التخلص من تلك الصفة التي فيه بالإشارة إليها
وكثيرا ما نفتقد هذا في أيامنا هذه
فالتعميم آفة في الكثيرين
وعدم الإشارة إلى العيب تشعر الإنسان يعتقد أنه كله عيوب وتؤدي بهإلى طريقين كلاهما خاطيء
الأول : أن  يلجأ لا إراديا إلى إثبات ذلك ( فتقول له أنت كاذب فيثبت لك أن فيه ما قلت )
الثاني : أن يعتقد أن كله عيوب وأنه لا أمل في إصلاح كل تلك العيوبفلا يعمل على إصلاحها لكثرتها


وذكر علماء النفس ما يؤيد طريقة تربيته صلى الله عليه وسلم فنبهوا الآباء ألا يقولوا للأبناء أنا أكرهك مثلا بل أكره منك أن تفعل ذلك
وكذلك ذكروا أن من الطرق الناجحة أن تذكر للطفل (أو للمتعلم) مميزاته وأنك تربأ به عن أن تكون فيه هذه المميزات ويفعل هذا الخطأ وهو ما نراه في معلم البشرية صلى الله عليه وسلم


ونأتي بعد ذلك لثمار التربية الراقية 
التي جعلت  أبو ذر - وهو من  كان يقطع القافلة وحده قبل الإسلام- يتصرف في اتجاهين :


تصرف سريع : وضع أبو ذر الغفاري رأسه على الأرض وأقسم ليطأن بلال عنقه
تربية لنفسه على ما صدر منه
وهذا لا يعني أنه تغير من داخله لكن استجابته كانت سريعة وكان له بعدها
تصرف على المدى الطويل : فكان لا يرى بعد ذلك مع خدمه إلا لابسًا كما يلبسون ويأكل مما يأكلون
ولو تأملنا الحديث لوجدنا أنه حتى لم يقل إني ساببت بلال بن رباح بل قال إني ساببت "رجلا" حتى لا يكون في ذلك جرحا لمشاعره 


(النفس البشرية كالدجاج البلدي يأخذ وقتا في التربية لكن طعمه وفائدته كبيرة ومرقه مفيد إذا صبرت على تربيته فلا يمكن أن "تعلف" النفس بالأخلاق
أما الدجاج الأبيض فإنه يسمن بسرعة ولا يحتاج ذلك الوقت لكن ليس له نفس الطعم ولا الفائدة ولا مرق له )


ما أحوجنا لمثل هذه التربية

Saturday, September 26, 2009

هكذا ربَّـى النبي



 في كل يوم أذاكر فيه ازداد انتماءً لهذا الدين ، أفخر بانتمائي إليه وأعتز بأناس أتمنى أن أكون من أحفادهم.
أتعمق كل يوم أكثر في جهودهم لنقل هذا الدين وتأييد الله وحفظه لهم ليتأكد لي كل يوم شرف الانتساب للإسلام ، ولست ممن يقنعون بسهولة لكن التوثيق الذي حرصوا عليه والخطوات المنهجية التي اتبعوها - مع بشريتهم الظاهرة في مواقف عدة- لابد أن تسير في اتجاه واحد مستقيم لا عوج فيه ولا انحراف.

  في كل يوم أرى تاريخًا إسلاميًا لم أكن أحطت به بهذا الشكل من قبل فمن يرى أجزاء لوحدة جميلة ليس كالناظر إلى روعتها كاملة موحدة. 

وأعرف كل يوم حاجتي وحاجة أمثالي إلى تربية قرآنية نبوية ترتقي بي تدريجيًا إلى سمو الإسلام وإرادة الله بأهله.
أدرك جيدًا اختلاف من وُلد في الإسلام عمن ولد في الجاهلية ، لكني أدرك أيضًا أن كلاهما يحتاج إلى 
شيئين : تربية وتدرج 

فلا يُتصور من شخص أن يكون على مراد الله منه بأخلاقه وعباداته إلا بعد تربية متدرجة يضطر في أيامنا هذه أن يربيها لنفسه 
فليس ثمة معلم يربي أو صحبة تعين 


  " تجدون على الخير أعوانًا ولا يجدون على الخير أعوانا


لذلك أبدأ بمواقف تربوية عاشها الصحابة رضوان الله عليهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم 
مواقف ظهرت فيها ملامح التربية النبوية ومعالمها وتدرجها 
وهي في مضمونها تربية ربانية قبل أن تكون نبوية 


نبدأ غدًا إن شاء الله 
سلسلة التربية النبوية 
أسأل الله أن يكون ذلك من العون على الخير 
وأن يعيننا على أنفسنا

Saturday, September 19, 2009

لازم نفرح


ودعنا رمضان بدموع سكبت
وقلوب خشعت
ورحمات تنزلت
ورقاب اعتقت
وشياطين صفدت
فاللهم اجبر كسر قلوبنا على فراق شهرنا

لكن اليوم يوم عيد

في العيد
لازم نفرح
فالفرح فيه عبادة
الفرح طاعة وسعادة وتقرب إلى رب البرية
(وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)
الله أكبر الله أكبر الله أكبر
لا إله إلا الله
الله أكبر الله أكبر الله أكبر
ولله الحمد

اليوم يوم عيد
فافرحوا فإن في ديننا فسحة
والفرح فيه قربى
وعبودية لمن أضحك وأبكى

كل عام وأنتم بخير
وعساكم من عواده


عيد سعيد على الجميع إن شاء الله
أعاده الله عليكم بالخير والبركة والطاعة

ولكل من في القلب أهدي محبتي
رغم أن منهم من لن يرى كلماتي هذه
لكن لعلها تصل
إلى :

أم مالك
داليا قوس قزح
زهراء (عمة ميارا)
ستيتة حسب الله الحمش
شيماء سمير
عاشقة وغلبانة
فاتيما أم يوسف
فراشة (وهي عارفة نفسها)
قلب ينبض لله
وسام

ملحوظة : الترتيب أبجدي :)

لقطات

يقولون : ثلاثة لا تعود : زمن يمضي، وسهم يرمى، وكلمة تقال ولعل تلك الأخيرة من أكثر ما يؤثر فيَّ ليس فقط لأنها لا تعود لكن أيضًا لأنها تبقى ...