
"توقف ...."
وصرير توقف مفاجيء وعنبف يصدر من السيارة التي تقلها
ألقت نظرة طويلة على البيت الذي توقفت أمامه،
كانت تعرف هذا البيت
تتذكره جيدا
لكنها لا تذكر أين رأته ؟
ذلك البيت القديم المتهالك لازال جميلا رغم السنين.
حاولت جاهدة أن تتذكر لمن هو هذا البيت الذي يبدو مألوفا جدا لكنها.....
"سمية .. سمية .."
وذلك الصوت أيضا مألوف ، هو صوت أختها الصغيرة عائشة
لكن ما الذي أتى بعائشة في هذا المكان
أحست بيد أختها على كتفها
"سمية ..."
أفاقت من نومها لتجد عائشة إلى جوارها تحاول إيقاظها
" أعرف أنك تريدين النوم لكن طفلك لا يكف عن البكاء "
أخذت طفلها بين يديها
لفته بحنانها واعتذرت له عن نومها ،
وأخبرته كم كانت تحتاج للنوم..
أطرقت برأسها قليلا
الآن تذكرت أين رأت ذلك المنزل
لقد كان منزل جدتها
كيف لم تتذكره في الحلم
لكن ما معنى هذا الحلم ؟!
أطالت النظر إلى رضيعها ذو الأشهر الثلاثة وكأنها تريد أن ترسم تفاصيل وجهه في مخيلتها
ودب قلق في داخلها من ذلك المنام الغريب
حاولت أن تقنع نفسها أنها أضغاث أحلام
وأن تشغل نفسها عن التفكير فيها
لكنها لم تفلح
بقي الحلم يراودها في الدقائق القليلة التي تغفو فيها
دون أن تعرف له معنى ودون أن تتسنى لها الفرصة لإكماله
كان الحلم دائما ينتهي أمام البيت الكبير القديم
ثم يوقظها بكاء وليدها
يتبع