أم إبراهيم
لعل بعضكم أو أكثركم يعرفها
وربما يقول " انت لسه فاكرة" ؟
لكني لم أكن قد شاهدتها من قبل وإنما سمعت عنها فقط
بالأمس رأيت الحلقة
ومن وقتها لم أكف عن البكاء ..... نعم لم أكف عن البكاء حقيقة
ليس هذا تعبيرا مجازيا
وليس كناية عن شدة التأثر
وإنما هو وصف "حرفي" لما حدث
وأدركت صدق مقولة : ليس من رأى كمن سمع
كلمات عدة ظلت تتردد في عقلي
أو لعلها ترددت على قلبي
المهم أنها ظلت تشغلني
ولا تزال
(ربنا معايا ... معييش حد إلا هو)
كأني لم أسمعها من قبل
لم أسمعها بهذا اليقين من قبل
لم أسمعها بهذا الرضا من قبل
وأراد الله أن يدعو لك أناس في مشارق الأرض ومغاربها
لا تعرفينهم ولا يعرفونك
وأن يمتد رضاك وصبرك حتى بعد مماتك
(الستين جنيه يقضوني ويفيض مني كمان)
بيقضوها ازاي؟؟؟
أيكفوها حتى ثمنا لدواء ؟!
ولو لم يكن لها 40 مترا في مصر
أكانت ستعيش بالجنيهات العشرة ؟
ويفيضوا؟!!
قد نرى من يمكن أن نصفه بأن الله قد بارك له في رزقه عندما يكفيه راتب الخمسمائة جنيه
لكن هنا لا ينطبق وصف البركة
ربما ينطبق وصف : " يطعمني ربي ويسقيني"
وإن كان وصفا للنبي صلى الله عليه وسلم إلا أنه قد ينطبق - في أحوال نادرة- على غيره
{فتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [آل عمران:37].
( لي أربع بنات غلابة في مصر )
من أين أتت بكل هذه الطيبة !!
ولماذا لا نجدها عند من هم في حال "دنيوي" أفضل
وبينهما كما بين السماء والأرض
أم إبراهيم يظهر من عمرها أنها عاشت في الدنيا كثيرا
لكن لم تستطع الدنيا أن تلوثها
لم تستطع أن تفتنها
رغم طول عهدها بها
لم يزدها طول العهد إلا فهما جيدا
كلماتها قد تبدو بسيطة وعفوية
لكنها تلخيص حقيقي للدنيا
بكل ما فيها
وكل ما نعانيه من دنوها
(ربنا سبحانه وتعالى"بيحدف" لي شوية العيا ويشيلهم على طول
عشان هو اللي خالقنا وهو اللي متكفل بينا)
ألهذا ماتت قبل أن يساعدها بشر ؟!
ماتت على فطرتها
على يقينها ورضاها واتصالها بربها
(ينصر دين الإسلام على اليهود والكفار)
ربنا يرحمك
ربنا يرحمك
ربنا يرحمك
ويجعلك من أهل الفردوس الأعلى
أقولها كما لم أقلها من قبل