لقد رفض
أبى أن يسجد .........
لماذا ؟
قال أنا خير منه
إنه عزازيل
و ما أدراك من هو و عَزازيل ؟؟؟؟؟؟؟
عزازيل هذا كان طائعاً لله تعالى حتى خلق الله آدم _عليه السلام _ و أمر الله الملائكة بالسجود له فأبى عزازيل و تحول إلى إبليس رأس الشياطين .
و لكن لماذا سُمي بإبليس ؟
إن كلمة إبليس تعني المتمرد ؛ و قد تمرد عزازيل على أمر ربه بل و أقسم بعِزة الله : ( قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين ) , و هو يبذل قصارى جهده ليبر بِقَسمه و يُلقي ببني آدم في النار لأنهم كانوا سبباً في لعنه و طرده و غضب الله عليه و أعد العدة و جهّز جنده و عساكره و إليكم تفاصيل المعركة :
المكان : سوق الجهاد الزمان : الحياة الدنيا
التقى الجيشان ؛ جند الإيمان و جند الشيطان و لكل عدته و خطته , و عُقد لواء الحرب عند القلب لأنه محل معرفة الله و عبوديته و محبته و الإخلاص له و تولى القلب أمر هذه الحرب و أيده بجنود هم :
1) جند الملائكة : يثبتون الذين آمنوا و يحفظونهم و يستغفرون لهم و يسألون الله أن يقيهم السيئات
2) جند الوحي : فقد أرسل اللله رسوله و أنزل إليه كتابه
3) العقل : يدبر أمر الجيش
4) الإيمان
5) المعرفة : تصنع أمور الحرب و أسبابها و مواضعها
6) اليقين : يكشف عن حقيقة الأمر
7) القوى الأخرى : فالعين طليعته و الأذن صاحبة خبرِهِ و اللسان ترجمان و اليدين و الرجلين أعوان
الثغور التي يدخل منها العدو : القلب و العين و الأذن و اللسان و البطن و اليد و الرجل
كيفية الحرب :
علّم الله عباده كيفية هذه الحرب في أربع كلمات
فيجب علينا الصبر على عدونا بل و مصابرته أي مقاومته و منازلته و ليس الصبر عليه فقط و أما المرابطة فعند الثغور التي يمكن أن يدخل منها العدو , و حراسة القلب خاصة , و لا ينفع الصبر و لا المصابرة و لا المرابطة إلا بالتقوى , و لا تقوم التقوى إلا على ساق الصبر .
و الآن بعد أن تم تحصين الثغور أقبل ملك الكفرة لعنه الله بجنوده و عساكره فوجد القلب في حصنه جالساً على كرسي مملكته و العين تدافع عنه فلا تنظر إلى حرام حتى لا يصدأ و يسهل الدخول إليه و كذلك الأذن و الرجل و اليد .
فماذا يفعل الملعون ؟؟؟
هل يقف هكذا عاجزاً ؟؟؟
لا لقد فكر في خطة بديلة فترك القلب و اتجه إلى النفس , و جمع أعوانه و عشيرته و بنيه و دار هذا الحوار :::
إبليس : أدخلوا على النفس من مرادها و هواها و امسكوها بخطاطيف الشهوة و جروها بها إليكم , و لما تملكوا النفس هتقدروا تدخلوا على القلب لأنه ساعتها سيكون قتيل أو جريح أو أسير في أيديكم .
أولاده : و بعد الاستيلاء على النفس ؟؟
إبليس : استولوا على العين و امنعوها أن تنظر نظرة اعتبار , و اجعلوا كل نظرها غفلة و تلهياً و شهوة فإن أبت فقولوا لها إنما هي نظرة تدعوك إلى تسبيح الخالق و التأمل لبديع صنعه و ما خلقك الله يا عين إلا للنظر .
و أما الأذن فامنعوها أن تسمع إلا الباطل و زينوه لها و تخيروا له أعذب الألفاظ و إياكم أن يدخلها شيء من كلام الله .
أولاده : طيب لو حصل و سمعت شيء من كلام الله نعمل ايه ؟؟
إبليس : امنعوها من فهمه و تدبره و التفكر فيه و العظة به و عليكم بتهويله و جعله حملاً ثقيلاً على الأذن .
و يا أولادي خذوا بالكم من اللسان ؛احذروا أن تتركوه يجري بذكر الله واستغفاره و تلاوة كتابه و نصيحة عباده , و أمسكوه أن يتكلم بالحق و زينوا له التكلم بالباطل بكل طريق و اعلموا يا بنيّ أن اللسان هو الذي أهلك بني آدم و أكبهم في النار.
و اقعدوا لهم بكل طرق الخير فنفروهم منها و اذكروا لهم صعوبتها .
أولاده : قعدنا لرسولهم في طريق الهجرة و قلنا له أتهاجر و تذر أرضك و سماءك فخالفنا و هاجر .
إبليس : فاقعدوا لهم على طريق المعاصي و حسنوها في أعينهم و زينوها في قلوبهم .
أولاده : مفيش حاجة تساعدنا ؟؟؟
إبليس : استعينوا يا بنيّ بجندين عظيمين لن تُغلبوا معهما
الأول : جند الغفلة , فالقلب إذا غفل عن الله تمكنتم من إغوائه .
الثاني : جند الشهوات , فزينوها في قلوبهم و حسنوها في أعينهم .
أولاده : ما هو أنسب وقت ندخل فيه لبني آدم ؟
إبليس : أنسب الأوقات عند الشهوة و عند الغضب , فمنهم من تغلبه شهوته على غضبه فاسلكوا معه طريق الشهوة , و منهم من يكمون غضبه أقوى من شهوته و هذا أسهل ما يكون ؛ فمن لم يملك نفسه عند الغضب لا يملك نفسه عند الشهوة و إنما أخرجت آدم و حواء من الجنة بالشهوة و ألقيت العداوة بين بني آدم بالغضب
فالغضب جمرة في قلب ابن آدم ,
و الشهوة نار تثور من قلبه
و إنما تطفأ النار بماء الوضوء و بالصلاة و الذكر و التكبير فإياكم أن تمكنوا ابن آدم عند غضبه و شهوته من قربان الوضوء و الصلاة فإم ذلك يطفيء عنهم نار الغضب و الشهوة فامنعوهم من ذلك و أنسوهم إياه
و أبلغ أسلحتكم فيهم الغفلة و اتباع الهوى
و ابلغ أسلحتهم فيكم و أمنع حصونكم ذكر الله و مخالفة الهوى
فإذا رأيتم الرجل مخالفاً لهواه فاهربوا من ظله و لا تدنوا منه .
2003/9/5
وجدت التنويه لتلك المعركة والتذكير بها واجبا في أيامنا هذه
فأعدت نشرها
فأعدت نشرها