Sunday, October 18, 2009

هكذا ربَّـى النبي... 2


ماعز والغامدية

1- خلق الستر


في حادثتي ماعز والغامدية ربى النبي صلى الله عليه وسلم أخلاقًا كثيرة
فقد أخرج مسلم عن بريدة، قال‏:‏ كنت جالسًا عند النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ إذ جاء ماعز بن مالك، فقال‏:‏ يا رسول اللّه إني زنيت، وأنا أريد أن تطهرني، فقال عليه السلام‏:‏ ارجع، فلما كان من الغد أتاه أيضًا فاعترف عنده بالزنا، فقال له‏:‏ ارجع، ثم عاد الثالثة، فاعترف عنده بالزنا، ثم رجع الرابعة فاعترف، فأمر النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ فحفر له حفرة، فجعل فيها إلى صدره، ثم أمر الناس فرجموه،

قال بريدة‏:‏ كنا نتحدث أصحاب نبي اللّه أن ماعزًا لو جلس في رحلِه بعد اعترافه ثلاث مرات لم يطلبه، وإنما رجمه عند الرابعة، انتهى‏.‏ وعند أبي داود* ‏ والنسائي فيه‏:‏ قال‏:‏ كنا أصحاب رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ نتحدث أن الغامدية، وماعز بن مالك لو رجعا بعد اعترافهما لم يطلبهما، وإنما رجمهما بعد الرابعة، انتهى‏.‏

وفي البخاري ومسلم
أن النبي صلى الله عليه وسلم رَدَّ ماعِزا رضي الله عنه كثيرا ، ففي حديث أبي هريرة قال : أتَى رَجُل مِن أسْلَم رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد فناداه ، فقال : يا رسول الله إن الآخَر قد زنى - يَعْنِي نَفْسَه - فأعْرَض عنه ، فتَنَحَّى لِشِقّ وَجْهه الذي أعْرَض قِبَله ، فقال : يا رسول الله إن الآخر قد زنى ، فأعرض عنه فتَنَحَّى لِشِقّ وَجْهه الذي أعْرَض قِبَله ، فقال له ذلك فأعْرَض عَنه فَتَنَحَّى له الرَّابِعة ، فلما شَهِد على نَفْسه أربع شهادات ، دَعَاه ، فقال : هل بك جنون ؟ ** قال : لا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : اذهبوا به فارْجُمُوه . وكان قد أُحْصِن . رواه البخاري ومسلم

النبي صلى الله عليه وسلم يربي عند أمته خلق الستر ويدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم لِهَـزَّال بن يزيد الأسلمي حينما رَفَع أمْر ماعز رضي الله عنه :والله يا هزال لو كُنتَ سَترته بِثوبك كان خيرا مما صَنَعْتَ به . رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي في الكبرى

وفي حديث بريدة أيضا : فجاءت الغامدية ، فقالت : يا رسول الله إني قد زَنَيْت فَطَهِّرْني . وإنه رَدَّها ، فلمَّا كان الغَد قالت : يا رسول الله لِمَ تَرُدّني ؟ لعلك أن تَرُدّني كَما رَدَدْتَ مَاعزا ؟ فو الله إني لَحُبْلَى . قال : إمَّا لا فاذْهبي حَتى تَلِدِي ، فلمَّا وَلَدتْ أتَتْه بِالصَّبِيّ في خِرْقَة ، قالت : هذا قد وَلَدْتُه . قال : اذْهَبي فأرْضِعِيه حتى تَفْطِمِيه ، فلمَّا فَطَمَتْه أتته بالصَّبي في يَده كِسْرة خُبْز ، فقالت : هذا يا نَبِيّ الله قد فَطَمْتُه ، وقد أكل الطَّعام ، فَدَفع الصبي إلى رَجل من المسلمين ، ثم أمَرَ بِهَا فَحُفِر لَهَا إلى صَدْرِها ، وأمَرَ الناس فَرَجَمُوها . رواه مسلم .

وفي الحادثتين يظهر حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم على الستر
فقد أعطى لكل منهما أكثر من فرصة ليستر على نفسه وأمرهما بالاستغفار والتوبة
وحث هزالا على ستر أخيه بثوبه
وليس فقط ألا يشهد عليه أو يفضحه بل ويستره بثوبه خشية عليه من الفضيحة
مربيًا فيه خلقًا لم نعد نمتلكه أيامنا هذه
ومغلقًا باب الأقوايل والتشهير فقد أمر من رآه أو سمع منه أن يستر عليه فكيف بمن لم ير ولم يسمع

النبي صلى الله عليه وسلم ربى جيلا لا تشغله التوافه
ولا يتدخل فيما لا يعنيه
وهو صلى الله عليه وسلم موجود بسنته
فهل نربي أنفسنا عليها؟!

روابط ذات صلة :
ماعز والغامدية بين الأمس واليوم مقال لريم أبو عيد صاحبة حملة أنا بشر ضد التشهير بالأعراض
لو سترته بثوبك للشيخ عبد الرحمن السحيم
------------------------------------------------------------------------------------------------------
* ‏عند أبي داود في ‏"‏حد الزنا - في باب الرجم‏"


** النبي صلى الله عليه وسلم يعطيه فرصة ينظر للجهة الأخرى فيأتيه ماعز إلى الجهة الأخرى فظن أن به جنون ، أو لعله أراد أن يتيقن قبل أن يقيم الحد عليه من كونه عاقلا

Tuesday, October 13, 2009

طبيب أم مريض؟




صحفي تظهر نتيجة تحليله إيجابية فيتفضل مشكورا بتنبيه زملاءه الصحفيين المخالطين له بأنه يحمل فيروس الأنفلونزا الوبائي
وليد صحفي زميله يتصل ب  105 فيوجهونه إلى مستشفى حلوان العام
في مستشفى حلوان العام وليد ومعه زوجته التي تعمل معه في نفس المكان وكانت مخالطة للصحفي الأول
يحكي القصة للطبيب
فيكون الرد : مش باين عليك أعراض 
روح ولما تبان عليك أعراض تعالى


هو كان بيتكلم جد ؟؟؟
أصلها ممكن تكون حلقة من حلقات الآنسة زكية زكريا
وتقوله في الآخر عايز تذيع قول ذيع



وليد : وزير الصحة قال المخالطين لمصابين يسارعوا بالتحليل فورا
مش عاجبك اشتكينا لوزير الصحة


هو الطبيب ده عمل كده ليه ؟
عشان مرتبه قليل بعد عذاب السنين ؟
طيب والإنسان ده وزوجته ذنبهم ايه ؟
عشان عارف إن مفيش حد هيعمل له حاجة ؟
طيب ضميره فين؟
إنسانيته فين؟


بعد حوارات عدة
وتهديدات بالتشعير من قبل الصحفي بحكم مهنته
طبيب آخر يطمئنه أن سيأخذ منه عينة ويبقيه حتى العاشرة من صباح اليوم التالي لتصل نتائج العينة
وكلها 6 ساعات مسافة الليل فقط
ثم
الصحفي وزوجته محتجزان في مكان مرعب
مغلق عليهما بالأقفال لا يستطيعان الخروج ولا يسمعهما أحد
يبقيان دون طعام لمدة 17 ساعة
في مكان غير آدمي 
ولا عينة ولا نتائج



إهمال؟ّّ!!!
ما حدث كان متعمدا ولا يمكن اعتباره من قبيل الإهمال
ملل؟
فقر؟
كلها ليست مبررات


إلى أين يا بلدي ؟ إلى أين يذهب بك أهلك ؟


حد عنده تفسير ؟

Saturday, October 10, 2009

دنا ... يدنو ... دنيا




تمدد على سريره بعد يوم مجهد طويل
حملت كل ساعة من ساعاته أكثر من ستين دقيقة بالتأكيد
رغم كل هذا التعب أو لعله لكل هذا التعب لم يستطع النوم لساعتين كاملتين أضيفتا إلى ساعات اليوم الطويلة


في الظلام الحالك حوله لم يستطع أن يرى ففكر في إضاءة مصباح صغير
أملا في أن يساعده بعض الضوء في إزهاق روح الكآبة التي تسيطر عليه منذ أيام
لكنه لم يستطع أن يرى الدنيا من حوله أجمل
لم ير منها إلا اسمها
هي فعلا "دنيا" في أشياء كثيرة
في دناءة بعض من يعيشون فيها
فيما عهده منها من إقبال على من يدبر عنها
وإدبار على من يقبل عليها فاتحًا ذراعيه
ولا يكون هذا إلا من دنيا




أحس بثقل الحمل على كاهله
هو لا يستطيع تحمل تلك المسئولية
مسئولية التكليف
كيف له في وسط هذه "الدنيا" أن يكون محاسبًا على أفعاله !
كيف له وهو هذا الإنسان الضعيف سريع الزلل والملل أن يقوى على احتمال الحساب في الآخرة !


حاول أن يصرف كل تلك الأفكار من رأسه ليحظى بالقليل من النوم حتى يستطيع مواصلة حياته
لكن فكرة أنه سينام ليستيقظ ليذهب إلى العمل الذي يمقته جعلت النوم يحجم عنه كلما حاول أن يقترب منه


بعد مناورات عدة
ومشروبات مهدئة
أستطاع أن ينام بعد الفجر
وكأن النوم كان يبتعد حتى لا يمنعه من صلاة الفجر
أو كأن نفسه قد هدأت بعد الصلاة فاستطاع أخيرا أن ينام


في أحلامه طاردته غيمات النهار
سحب المشكلات اليومية لا تتركه حتى في نومه
فتبقى تنغص عليه ما تبقى من يومه
بل من اليوم الجديد


يستيقظ مرهقا بعد ساعة
يقرر أن يأخذ إجازة من كل شيء
العمل والأسرة والمسئولية ومن الذنوب


وهذه الأخيرة يحتاج منها إلى إجازة طويلة
يسترد فيها شتات نفسه
ويلم ما تبعثر من صلته بربه


أمام البحر يجلس طوال اليوم
يستغفر الله من كل ذنوبه
يتوب توبة صادقة يتمنى أن يقبلها الله
وأن تصلح بها حياته


كان قيد الهموم يأسره
يشده إلى أدنى نقطة على سطح الأرض فيرى الدنيا لأنه أصبح يضاهيها دناءة
كان مكبلا بأغلال الذنوب
فقد {أخلد إلى الأرض واتبع هواه}


قام من أمام مشهد البحر البديع بعدما مالت الشمس للغروب
لكنه لم يكن كما هو 
أحس أنه أخف 

ثقل الغم والهم قد ارتحل عن قلبه 
فتركه نشيط النفس 
خفيف الروح 

وتذكر الكلمة الرائقة الرائعة التي قالها عليُّ بنُ أبي طالب – رضي اللهُ عنه – وهو يقولُ : (( إن الآخرة قد ارتحلتْ مقبلةً ، وإن الدنيا قد ارتحلتْ مُدْبِرة ، فكونوا من أبناء الآخرة ، ولا تكونوا من أبناء الدنيا ، فإن اليوم عملٌ ولا حسابُ ، وغداً حسابٌ ولا عملٌ))

عاد إلى بيته بوجه غير الذي ذهب به
وعاد إلى عمله بصبر لم يكن يملكه من قبل

وفي كل يوم يذكر نفسه بالعمل
لينعم بدار ليس فيها عمل

Monday, October 5, 2009

بالقلم الأحمر






لم تعد كما كانت 
ضحكتها التي كانت تملأ أرجاء البيت .. تلاشت 
لم تعد تنتظرني خلف الباب عند عودتي 
فستانها ذي اللون المفضل لدي والذي كانت تتفنن في ارتدائه كل مرة حتى أكاد أجزم أني لم أرها به من قبل
اختفى 
لعبت برأسي كل الظنون 

فاستعذت بالله من الشيطان وتذكرت قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ }
ورددت على نفسي " إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث" 


عدت إلى البيت وعلى وجهي علامات الحزن 
توقعت أن تسألني كما عهدتها دائما 
انتظرت يديها الحانيتين تربتان على كتفي 
لكني لم أجد شيئا من هذا 

"ما بك يا راحة القلب وسكينته؟"
وكأنها كانت تنتظر هذا السؤال 
ودون أن تنتطق ولا أن تبتسم ابتسامتها الخجولة المعهودة 
قامت لتخرج ورقة وغلبتها دموعها وهي تخرجها 


لم أطق رؤيتها تبكي فلست أصبر على رؤية حبات الدر المنثور هذه تتساقط على وجنتيها 
سألتني بنفس منكسرة وصوت حزين عن كلمات قالت إنها بخطي في تلك الورقة 
كتبتُـها بالقلم الأحمر الذي كان سببا في تعارفنا 
كلمات حب لأمرأة غير زوجتي 


ابتسمتُ

وارتاح قلبي 
فالآن عرفت سبب تغيرها 
والآن أعترف لك ...

رسالتي المعنونة "إلى حبيبتي / إيمان
كانت لغيرك يا حب عمري

كانت لابنتنا التي تمنيت إنجابها منك بعد أن رزقت منك بـ عمر و معاذ 
ألا تذكرين أنك تمنيت أن يرزقك الله بإيمان 
وتمنيت معك ذات الأمنية 
وكتبت لها رسالة المشتاق لوصول حبيبته 
فالبنت حبيبة أبيها

ودعوت الله ألا يحرمني منها
............



بابتسامتها الخجولة التي أعشقها قامت

وهي تعرف جيدًا أني سألحقها

لأصالحها 
لأني لم أشاركها الرسالة

Sunday, September 27, 2009

هكذا ربَّـى النبي... 1



الدجاج البلدي والدجاج الأبيض


"عن المعرور بن سويد قال : لقيت أبا ذر بالربذة وعليه حلة وعلى غلامه حلة فسألته عن ذلك فقال : إن ساببت رجلا فعيرته بأمه فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أبا ذر أعيرته بأمه ؟ إنك امرؤ فيك جاهلية . إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم"


العصبية العربية التي كانت في جذور العرب وثقافتهم
قضى الإسلام عليها لكن بالتدريج


قال أبو ذر الغفاري لبلال ابن رباح " يا ابن السوداء"
موقف تظهر فيه العصبية العربية القبلية
وموقف ربى فيه النبي تربية نبوية راقية أثمرت بعد ذلك عن نتائج راقية
في كل كلمة من الحديث يظهر أسلوب رسول الله صلى الله عليه وسلم في التربية قال له :
- يا أبا ذر ناداه باسمه كناية عن المزيد من التأنيب والتأديب وكأنه يقول له كيف وأنت أبو ذر أن تعيره بأمه
فبدأ بمناداته باسمه
- فيك جاهلية : فلم يصفه بالوصف الكلي بل في جزئية معينة ، لم يقل إنك امرؤ جاهلي وهنا تظهر الموضوعية في النقد ؛ فقد وصفه بقدر ما فيه من جاهلية ولم يعمم على كل أفعاله ، وهو بذلك يمهد له التخلص من تلك الصفة التي فيه بالإشارة إليها
وكثيرا ما نفتقد هذا في أيامنا هذه
فالتعميم آفة في الكثيرين
وعدم الإشارة إلى العيب تشعر الإنسان يعتقد أنه كله عيوب وتؤدي بهإلى طريقين كلاهما خاطيء
الأول : أن  يلجأ لا إراديا إلى إثبات ذلك ( فتقول له أنت كاذب فيثبت لك أن فيه ما قلت )
الثاني : أن يعتقد أن كله عيوب وأنه لا أمل في إصلاح كل تلك العيوبفلا يعمل على إصلاحها لكثرتها


وذكر علماء النفس ما يؤيد طريقة تربيته صلى الله عليه وسلم فنبهوا الآباء ألا يقولوا للأبناء أنا أكرهك مثلا بل أكره منك أن تفعل ذلك
وكذلك ذكروا أن من الطرق الناجحة أن تذكر للطفل (أو للمتعلم) مميزاته وأنك تربأ به عن أن تكون فيه هذه المميزات ويفعل هذا الخطأ وهو ما نراه في معلم البشرية صلى الله عليه وسلم


ونأتي بعد ذلك لثمار التربية الراقية 
التي جعلت  أبو ذر - وهو من  كان يقطع القافلة وحده قبل الإسلام- يتصرف في اتجاهين :


تصرف سريع : وضع أبو ذر الغفاري رأسه على الأرض وأقسم ليطأن بلال عنقه
تربية لنفسه على ما صدر منه
وهذا لا يعني أنه تغير من داخله لكن استجابته كانت سريعة وكان له بعدها
تصرف على المدى الطويل : فكان لا يرى بعد ذلك مع خدمه إلا لابسًا كما يلبسون ويأكل مما يأكلون
ولو تأملنا الحديث لوجدنا أنه حتى لم يقل إني ساببت بلال بن رباح بل قال إني ساببت "رجلا" حتى لا يكون في ذلك جرحا لمشاعره 


(النفس البشرية كالدجاج البلدي يأخذ وقتا في التربية لكن طعمه وفائدته كبيرة ومرقه مفيد إذا صبرت على تربيته فلا يمكن أن "تعلف" النفس بالأخلاق
أما الدجاج الأبيض فإنه يسمن بسرعة ولا يحتاج ذلك الوقت لكن ليس له نفس الطعم ولا الفائدة ولا مرق له )


ما أحوجنا لمثل هذه التربية

Saturday, September 26, 2009

هكذا ربَّـى النبي



 في كل يوم أذاكر فيه ازداد انتماءً لهذا الدين ، أفخر بانتمائي إليه وأعتز بأناس أتمنى أن أكون من أحفادهم.
أتعمق كل يوم أكثر في جهودهم لنقل هذا الدين وتأييد الله وحفظه لهم ليتأكد لي كل يوم شرف الانتساب للإسلام ، ولست ممن يقنعون بسهولة لكن التوثيق الذي حرصوا عليه والخطوات المنهجية التي اتبعوها - مع بشريتهم الظاهرة في مواقف عدة- لابد أن تسير في اتجاه واحد مستقيم لا عوج فيه ولا انحراف.

  في كل يوم أرى تاريخًا إسلاميًا لم أكن أحطت به بهذا الشكل من قبل فمن يرى أجزاء لوحدة جميلة ليس كالناظر إلى روعتها كاملة موحدة. 

وأعرف كل يوم حاجتي وحاجة أمثالي إلى تربية قرآنية نبوية ترتقي بي تدريجيًا إلى سمو الإسلام وإرادة الله بأهله.
أدرك جيدًا اختلاف من وُلد في الإسلام عمن ولد في الجاهلية ، لكني أدرك أيضًا أن كلاهما يحتاج إلى 
شيئين : تربية وتدرج 

فلا يُتصور من شخص أن يكون على مراد الله منه بأخلاقه وعباداته إلا بعد تربية متدرجة يضطر في أيامنا هذه أن يربيها لنفسه 
فليس ثمة معلم يربي أو صحبة تعين 


  " تجدون على الخير أعوانًا ولا يجدون على الخير أعوانا


لذلك أبدأ بمواقف تربوية عاشها الصحابة رضوان الله عليهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم 
مواقف ظهرت فيها ملامح التربية النبوية ومعالمها وتدرجها 
وهي في مضمونها تربية ربانية قبل أن تكون نبوية 


نبدأ غدًا إن شاء الله 
سلسلة التربية النبوية 
أسأل الله أن يكون ذلك من العون على الخير 
وأن يعيننا على أنفسنا

Saturday, September 19, 2009

لازم نفرح


ودعنا رمضان بدموع سكبت
وقلوب خشعت
ورحمات تنزلت
ورقاب اعتقت
وشياطين صفدت
فاللهم اجبر كسر قلوبنا على فراق شهرنا

لكن اليوم يوم عيد

في العيد
لازم نفرح
فالفرح فيه عبادة
الفرح طاعة وسعادة وتقرب إلى رب البرية
(وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)
الله أكبر الله أكبر الله أكبر
لا إله إلا الله
الله أكبر الله أكبر الله أكبر
ولله الحمد

اليوم يوم عيد
فافرحوا فإن في ديننا فسحة
والفرح فيه قربى
وعبودية لمن أضحك وأبكى

كل عام وأنتم بخير
وعساكم من عواده


عيد سعيد على الجميع إن شاء الله
أعاده الله عليكم بالخير والبركة والطاعة

ولكل من في القلب أهدي محبتي
رغم أن منهم من لن يرى كلماتي هذه
لكن لعلها تصل
إلى :

أم مالك
داليا قوس قزح
زهراء (عمة ميارا)
ستيتة حسب الله الحمش
شيماء سمير
عاشقة وغلبانة
فاتيما أم يوسف
فراشة (وهي عارفة نفسها)
قلب ينبض لله
وسام

ملحوظة : الترتيب أبجدي :)

لقطات

يقولون : ثلاثة لا تعود : زمن يمضي، وسهم يرمى، وكلمة تقال ولعل تلك الأخيرة من أكثر ما يؤثر فيَّ ليس فقط لأنها لا تعود لكن أيضًا لأنها تبقى ...