وأشد من الألم العضوي الألم النفسي الذي حاولت مرارًا التخلص منه حتى بالأدوية لكن لا شيء يجدي .
يبدو أن كل ألم زار جسدي أحبه فبقي فيه وأبى أن يغادره إلا في أحايين قليلة ، فأصبحت مريضة معظم العام ،
أقوم من مرض ليقعدني غيره ثم يعود الأول للظهور ، حتى سئمت هذا العذر؛ لم أذهب لأني مريضة ، لن أستطيع لأني مريضة ،
لم آت فقد كنت مريضة .
البكاء رافقني لوقت طويل من حياتي إلا أنه لم ينجح في أن يجعلني أحبه
رغم أنه قريب جدا إلا أنني لم أختره صديقا
وإنما كان كالضيف المتطفل ، فرض نفسه علي فرضًا دون إذن.
كثيرًا ما أحاول طرده فيزيد إلحاحه، ويظل يخيم علي ويكتم أنفاسي ويملأ ما بين ضلوعي حتى أختنق ...
فيرحل لدقائق ثم لا يلبث أن يعود من جديد.
الهدوء أيضًا رافقني كثيرًا فهو صديق البكاء لكني أحبه.
حتى عندما أشتاق للصخب أشتاق في هدوء.
أما الألم فلم يعد صديقًا .. بل صاحب مكان
أتمنى أن يطردني ويأبى إلا أن يبقى ويبقيني معه.
أصبح جسدي ملعبه وسكنه وداره التي يرتاح فيها ...ويتعبني.
وهو شديد الوفاء لا ينساني أبدًا.
حتى أنني أفتقده عندما يغيب لكني لست ألتمسه إن افتقدته؛
فافتقادي له ليس شوقا ووحشة
وإنما انتظار وترقب
وخوف ودهشة .
أحيانا أتمنى أن أمسكه من عنقه... أقصد من لامه
لكي تترك مكانها وتسكن في آخره وتترك المجال لتلك الميم المسكينة لتستدفيء في الوسط قليلا
فقد كدت أفقد تفاؤلي وانتظاري للفرج المصاحب لاستحكام الحلقات.
أما حبيبتي المسافرة دائما - والتي لا تزورني إلا بضع ساعات كل فترة - فإني أبقى في شوق إليها دائما.
أحيانًا أيأس من مجيئها، وأحيانًا أقول لنفسي : " هي السعادة هكذا دائمًا تحب الدلال حتى تزيد غلاوة فنشتاقها إن غابت ونتمنى رجوعها، رغم أننا نتمنى أن تكتسب بعضًا من صفات التطفل والالتصاق ؛ فلسنا نمل وجودها أو نرجو رحيلها مهما طال بقاؤها.
أصدقائي الأربعة ...... جمعتهم صفة الوفاء
وجمعتني بهم أيام وذكريات.
أصبحتم جزءًا مني أو أجزاء.
فللبكاء والألم أقول : أرجوكم خففوا من زياراتكما وتصادقا بعيدا عني، وأعطياني منكما فترة راحة.
وللسعادة والأمل أقول : اشتقت إليكما