Saturday, December 5, 2009

في هذه الحياة....


في هذه الحياة
أعيش بين الجبال
أحاول منع نفسي من الطموح إلى القمم
لأني أعلم أنها لا تدوم
لا شيء يدوم

جبل السعادة لا أصل إلى قمته أبدا
لكني أشعر بقيمته عندما أكون على جبل الحزن

لعلي أرتقي قمم تلال النجاح
أبقى عليها وقتا
وربما أنزلق إلى سهول الفشل
فقط لكي أصعد أقوى في المرة التالية

ربما أنعزل أحيانا في كهوف الإحباط والكآبة
لكني لا أسقط في أودية الإخفاقات
فمستنقعات الكسل لا تستهويني


من فتحة في ظلام غرفتي
أنظر إلى العالم
أعلم أن الحياة ليست وردية
ولن تكون يوما كذلك
ولكنها ليست أيضا رمادية
تختلط فيها الألوان كما تختلط على جناحيّ فتزيدهما جمالا

أدرك أنه عليّ أن أخرج من شرنقتي بنفسي
دون مساعدة من أحد
كي أتعلم الطيران
وإلا بقيت مشوهة

رأسي الصغير يحوي العالم كله
لكنه يضيق عن أن يحويني
أدور وأدور
تبقى الأفكار دوما نقمتي
تأبى أن تتركني أبدا
فأبقى أفكر في كل شيء
إلى الأبد

تعلمت ألا أحمل الهموم
وجدتها أثقل من أن أحملها معي كلما طرت إلى مكان
فتركتها وشرعت في الطيران
وبعد مدة
نسيتها
وصادفت هموما جديدة
لم أحمل أيا منها معي
ولم أكف عن الطيران


ذاكرتي تحمل آلاف الأرقام
تضج بتفاصيل الأحداث
والأشخاص
والأماكن
أرتديها في الصباح
وأخلعها في المساء
فلا أذكر بعدها إلا ما يحتاجه اليوم التالي
وأستمر في الحياة
شذى العطر يأسرني
لكني قطعت شوطا طويلا من التدريب لأتعلم كيف أتخلص من أسره

صوت عقلي دائما يختلف عن صوت قلبي
لم يتفقا يوما إلا على شيء واحد لا يعرفه غيري
ولن يعرفه غيري

حقيقة الموت تُعنفني كثيرا
تأبى أن تترك أفكاري وأحلامي
تطل من تحت أنقاض الذاكرة صور مشوشة لكنها مؤلمة
وتذكرني كلما نسيت -أو تناسيت- أنها حقيقة باقية
وعليّ أن أعيها تماما
وأن أعدّ نفسي لها

تتضح أهدافي أمامي في نقاء بللوري
ثم تبهت فجأة فلا أراها حتى أظن أني لم أرها يوما
ولا يبقى لها أثر


في هذه الحياة أبقى كما كنت دوما
واثقة
مطمئنة
متـــــألــــقـــــة

18 comments:

Wish I were a Butterfly ... said...

:)

صدقيني مش مجاملة بس هي فعلا كلماتك جميلة أوي أوي

وأنا بقرأها كان على وشي ابتسامة مش عارفة مصدرها بالضبط بس بأكدلك إنها كانت موجودة بجد طول وقت قرائتي للي انت كاتباه

عجبني جدا إن ساعات بيكون فيه انعزال لأودية الإحباط، لكن مش بتوصل للسقوط في أودية الإخفاقات
وصفتي الحالة حلو اوي بجد يا بنوتة :). وبجد حسيت إن فراشة جميلة ملونة بتطير بحرية هي اللي كاتباه

أتمنى فعلا إنك تقدري نسيبي همومك وراكي وتطيري دايما بحرية وابتسامة حلوة مالية وشك

مش ينفع البوست دة يكون إهداء لي لأنه جميل أوي أوي :). دة بتاعك انت وبس
وبجد جميــــــــــل
شكرا ليكي :)

ستيتة said...

الله على الكلام ده
عارفه البوست الجميل ده اسمه ايه
اسمه الواقعية
اسمه الصراحة مع النفس
اسمه الدنيا على كده شوية على قمم الجبال وشوية عند سفحها
لكن الشاطر عمره عمره ما يغرق في القاع ولا يسمح بهذا
تسلم ايدك
بحبك فعلا
انسانة نفوخ بجد ما شاء الله عليكي

ستيتة said...

تصدقي اني رجعت قرائته تاني
بصراحة انا مصدومة
كأني كلمتك وانت بتكتبي اللي جوايا
ازاي معرفش
تاني تسلم ايدك

mohamed ghalia said...

جميلة اوى صراحتك مع نفسك
الكلام بجد مؤثر
ربنا يكرمك ويسعدك دايما

فاتيما said...

ستوتة محقة جداااا
انتى بتحكى عننا بمنتهى الصدق
والواقعية دى للأسف مؤلمة
اكتر حاجة مستنى جداا...
صوت عقلي دائما
يختلف عن صوت قلبي
لم يتفقا يوما
إلا على شيء واحد لا يعرفه غيري
ولن يعرفه غيري
جبتى منين التبصر الرهيب دا؟؟
تسلم كلماتك الرائعة اللى واحد واقف قصادها مشدوه و مش عارف يتكلم كتير

shaimaa samir said...

قراتها منذ نزولها
وانبهرت

واعجبت بك مامتى اكثر واكثر

وبلاش مامتى فىالمدونة
الناس يفكروكى كبيرة
وانتى اصغر منى

وش بيطلع لسانه


بحبك

يــوم جــديد said...

هبهوبة

مش مجاملة ايه بس كل دا ومش مجاملة
ابتسامتك أكيد أجمل من كل الكلمات
يارب يا فراشتي كلنا نقدر نسيب همومنا ورانا ونطيـــــــــر
تسلمي لي

يــوم جــديد said...

هبهوبة

مش مجاملة ايه بس كل دا ومش مجاملة
ابتسامتك أكيد أجمل من كل الكلمات
يارب يا فراشتي كلنا نقدر نسيب همومنا ورانا ونطيـــــــــر
تسلمي لي

يــوم جــديد said...

ستوتي
وحشتيني أوي
انتي اللي جميلة والله مش البوست
نسميه الواقعية يا قلبي :)
انتي تأمري
هو مش انتي كلمتيني وكتبت اللي جواكي يبقى لازم تختاري الاسم

دا أنا اللي بحبك جدا خالص
ومن سعادتي مش عارفة أرتب الكلمات
ربنا يسر قلبك ويقر عينك يارب

يــوم جــديد said...

أ.محمد غالية
أشكرك
تقبل الله دعواتك وأجابك بمثلها
فأكرمك وأسعدك

جزيت الخير

يــوم جــديد said...

فتومتي
ماكنتش عايزاها تبقى مؤلمة خالص والله أنا آسفة
مش قصدي أبدا بتاتا

دا انتي أول من طار بجناحات الخيال ولف القاهرة واسكندرية :)
وطير بالونات من فوق برج القاهرة ومع كل بالونة معنى وذكرى

تسلمي يا حبيبتي وتفرحي دايما
بجد واحشاني أوي

يــوم جــديد said...

مشموشتي بنوتي الصغيرة
حد يطلع لسانه لمامته برضه :)
أنا مش قايلة بلاش الحركات دي قدام الناس :)

وبعدين هو في حد أصلا في الدنيا أصغر منك يا شيم
دا انتي صغنونتي الوحيدة
بحبك يا قلب مامتك

Anonymous said...

كلماتك جميلة :)

حقيقة الموت تُعنفني كثيرا
تأبى أن تترك أفكاري وأحلامي
تطل من تحت أنقاض الذاكرة صور مشوشة لكنها مؤلمة
وتذكرني كلما نسيت -أو تناسيت- أنها حقيقة باقية
وعليّ أن أعيها تماما
وأن أعدّ نفسي لها

يقول ايليا ابو ماضي

أيّهذا الشّاكي وما بك داء كيف تغدو اذا غدوت عليلا؟
انّ شرّ الجناة في الأرض نفس تتوقّى، قبل الرّحيل ، الرّحيلا
وترى الشّوك في الورود ، وتعمى أن ترى فوقها النّدى إكليلا
هو عبء على الحياة ثقيل من يظنّ الحياة عبئا ثقيلا
والذي نفسه بغير جمال لا يرى في الوجود شيئا جميلا
ليس أشقى مّمن يرى العيش مرا ويظنّ اللّذات فيه فضولا
أحكم النّاس في الحياة أناس عللّوها فأحسنوا التّعليلا
فتمتّع بالصّبح ما دمت فيه لا تخف أن يزول حتى يزولا

الي اخر القصيدة
http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=67913


خالص التحية والتقدير

يــوم جــديد said...

أ. عمرو الجبالي

شرفتني زيارتك الأولى وتعليقك
لكني لم أقصد فكرة الموت من حيث التشاؤم ورؤية الشوك في الورود
وإنما من حيث الواقعية وعدم الاستغراق في الخيال
أشكرك

blue-wave said...

مجموعة احاسيس مختلفه
كان ختامها مسك
تحياتى

يــوم جــديد said...

شكرا لإطرائك
شرفت بالزيارة والتعليق

قلب ينبض لله said...

في هذه الحياة أبقى كما كنت دوما
واثقة
مطمئنة
متـــــألــــقـــــة


ايه الجمال دا
مجموعة من الأحاسيس المختلفة حسيتها اوي جوايا
وكانت كلماتك الأخيرة افضل كلام

يارب دايما تفضلي كدا واثقة مطمئنة وقبل دا كله متألقة

دمتي سعيدة جميلة

:)

يــوم جــديد said...

قلب القلوب
أنا كمان حسيتك جوايا وكل ما أفتح التعليقات أقول لسه قلب ما علقتش ع البوست
يمكن ما تصدقنيش بس والله أنا ما كنت عايزة أكتب بوست جديد لغاية انتي ما تردي على البوست ده
بس لقيتك مشغولة
الحمد لله ما خيبتيش أملي وجيتي :)

ابقي زوريني كتير
بفرح لما بشوفك
وربنا يتقبل دعائك ويستجيب يارب

لقطات

يقولون : ثلاثة لا تعود : زمن يمضي، وسهم يرمى، وكلمة تقال ولعل تلك الأخيرة من أكثر ما يؤثر فيَّ ليس فقط لأنها لا تعود لكن أيضًا لأنها تبقى ...