Monday, June 21, 2010

داخل الإطار


أصابعي تتحرك في الفراغ ، ترسم اللاشيء 
تضع إطارات حول الأشياء ثم تتلاشى الأشياء ولا يبقى غير الإطار
كل إطار يحوط حكاية يسردها من كل جوانبها ويعيدها لوحة داخله حبيسة جدرانه 
 أحملق في شيء لم يعد موجودا أو لعله لم يوجد بعد 
أشعر بالرغبة في البكاء .. النساء لا تحتاج إلى سبب مقنع بالضرورة لتبكي 
تغير الهرمونات أحيانا يؤدي إلى شعورها بأنها تريد أن تبكي حتى ولو لم يكن هناك سبب
وكأنها شحنة داخلها ترتاح حينما تفرغها وكأنها لم تكن من قبل أبدا 
المهم حينما تفرغها أن تجد "حضنا" تفرغها داخله كي لا تشعر أنها وحيدة 
أنظر لزوجي النائم بجواري وأتمتم باسمه 
لكنه عندما يرد علي أعرف أني لم أكن أتمتم بل كنت أنادي 
"أحبك..
انت مصحياني من النوم عشان تقولي لي بحبك !
(برقة) اه 
هتفتكر الأيام دي وتقول : دي كانت بتصحيني من النوم عشان تقول لي بحبك 
ثم تتغير لهجتي فجأة وأجدني أسأله 
ممكن تاخدني في حضنك ؟!
يدثرني بحنانه ويحتويني 
تلتف ذراعاه حولي فأجد سكناي بينهما وأغوص في أعماقهما وينكمش جسدي ليسعه مأواه وأغمض عيني لأرى الفضاء الواسع وقد أصبح سمائي 
والأشجار تبتسم في وجهي وتحييني 
والطيور تغرد أنشودة فيها حروف اسمي 
وتمد الشمس أشعتها لتصل إلي فأفتح عيني 
لأجدني على سريري في المستشفى 
لا أذكر لم دخلت تلك المستشفى ومن هذا الذي رأيته زوجي وأنا لم أتزوج بعد !

لماذا توقظني الشمس كل يوم في نفس الوقت 
لتدخل تلك الفتاة وتقبض على معصمي متظاهرة بالاطمئنان علي وترسم ابتسامة مفتعلة على وجهها وتقول :
"صباح الخير" 
أنظر إليها في برود وبطء شديدين 
كل الأشياء تتحرك ببطء داخل نفس الإطار 
ستمسك الآن بيدها دون أن تستأذنها - وهو أكثر ما يستفزها- وتخبرها أنها بحال جيدة 
ثم تذهب لتكتب ملاحظاتها في صفحة معلقة في نهاية سريرها 
كتب في أعلاها بحروف صغيرة

 التشخيص  :فقدان ذاكرة 
السن: 24 سنة
الحالة الاجتماعية : "أرملة "

 تمت..

11 comments:

خواطر شابة said...

قصة مؤثرة وجميلة وجمالها في انها ليست نمطية ونهايتها مفاجئة وغير متوقعة
لقد استمتعت فعلا بالقراءة
دمت بود

أنا - الريس said...

احيكي وارفع لكي القبعة علي تلك القصة المحترمة المؤلمة الرومانسية
بجد حلوة جدا.

richardCatheart said...

يااااااااااااااااااااااه

اخدتينى ووقعتى بيا فى بير

حلوه اوى

الاحساس بالفكره

تحياتى

shaimaa samir said...

بركات الحرم:)



رائعة
تهبل

مش عارفة اوصلك
التليفون بيقولى لا يمكن الوصول اليه

يــوم جــديد said...

خواطر شابة

يا سلام عليك لما ترفعي معنوياتي
دا انتي اللي جميلة وكلماتك جميلة وجمالها في انها ليست نمطية :)

تسلمي يا نوجا
وشجعيني كدا دايما
واللي ما يعجبكيش قولي لي وأنا أتاويه في الوبا

يــوم جــديد said...

MR.PRESIDENT

جزاكم الله خيرا
كلمات مثل هذه هي التي تشجعني على الاستمرار

يــوم جــديد said...

ريتشارد قلب القطة

لألألألأ مش مصدقة عنيا
ريتشارد عندنا يا مرحبا يا مرحبا نورك غطا ع الكهربا

تسلمي يا رورو يخليكي لي ولا انحرمش منك ولا من قلبك يا قطة
:)
وماله يا حبيبتي تحياتك تحياتك
وتحياتي أنا كمان
:)

يــوم جــديد said...

شيماااء سمير

دا انت اللي تهبلن
بالنون

مش عارفة ليه مش حساه تعليقك بس مش مشكلة
يعدي يعدي

التليفون لازم يقول لك لا يمكن الوصول إليه طبعا
هو بالساهل كده الوصول إليه :)
مش لازم حجز قبلها ومواعيد وأشوف جدولي ينفع أرد عليكي ولا لأ

سايبة هي ولا سايبة

Tamer Moghazy said...

ياااااااااه..
القصة مؤثرة بجد لدرجة وجعت قلبي..
اكتر جملة وجعتني قوووووي :
"هتفتكر الأيام دي وتقول : دي كانت بتصحيني من النوم عشان تقول لي بحبك "

اصعب حاجة...الفراق..

momken said...

جميله بشكل استثنائى

ومؤثره جدا وانسانيه لغايه

تستطيعين لمس اماكن لايمكن لغير الوص اليها

دمتى مبدعه


تحياتى

يا مراكبي said...

برغم مفاجأة النهاية إلا أن تسلسل السرد ومنطقيته كانا جيدين لدرجة أقنعتنا بالنهاية تماما

استخدام الصورة ذات الإطار الفارغ مع عنوان النص مع النهاية كانوا جميعا موفقين للغاية

وما أصعب فراق الحبيب في سن مبكرة كتلك

لقطات

يقولون : ثلاثة لا تعود : زمن يمضي، وسهم يرمى، وكلمة تقال ولعل تلك الأخيرة من أكثر ما يؤثر فيَّ ليس فقط لأنها لا تعود لكن أيضًا لأنها تبقى ...