Sunday, April 12, 2009

المعتمد واعتماد..... ويوم الطين

إهداء إلى ستوتة الجميلة

تعليقا على (كل يوم مكرونة يا زكية .. دي ملوخية يا عنية ) وكفران العشير


وهذه هي القصة يا ستوت


كان محمد بن عباد ابن الخليفة المعتضد بالله الطاغية.. ملك اشبلية.. يتمشى مع صاحبه و وزيره ..فيما بعد ابن عمار عند مرج الفضة. و كان على عكس ابيه.. شاعرا رقيق القلب ..يختلط بالعامة.. و بينما هما يتمشيان عند ضفاف النهر ..نظر محمد الى تموجات النهر بفعل الرياح و قال:

صنع الريح من الماء زرد

وطلب من ابن عمار ان يضع عجز البيت و كان ابن عمار شاعرا. فأخذ يفكر ولكن عجز البيت لم يكن على لسانه وإنما كان على لسان الجارية اعتماد التى سمعتهما.. وهي تغسل الثياب عند حافة النهر.. فأكملت قائلة:

أي درع لقتال لو جمد

مكملة صدر البيت الذي قاله محمد بن عباد

فكان هذا البيت سبب سعدها ..وشقائها فيما بعد. فما ان وقعت عين محمد بن عباد عليها ..حتى افتتن بجمالها ..كما افتتن بسرعه بديهتها وذكائها .

و عرف محمد بن عباد انها جارية عند الرميك ابن الحجاج تخدم زوجه.. فأرسل الخدم و المزينات ليخطبوها له و يحملوها اليه كزوجة حرة وليس كجارية وأحبها حبا شديدا ولم يضمها إلي جواريه فقد كان محمد ولها بها ..لا يصبر على فراقها ويكن لها محبة خاصة .. حتى تولى الحكم بعد وفاة أبيه المعتضد فاشتق لقب الملك من حروف اسمها ..فسمى نفسه المعتمد بالله بن عباد..من اسم حبيبته اعتماد لتخلد محبته لها ،عاشت معه في رفاهية وعز فاق الوصف. وحظيت عنده حتى كان لايرد لها طلبا ..

وفي يوم من الأيام رأت الملكة اعتماد نساء من البادية يبعن اللبن ..وقد شمرن عن سوقهن ..وسواعدهن..يخضن في الطين ..

فاشتهت اعتماد أن تفعل كفعل هؤلاء البدويات .. فما كان من ابن عباد الا ان بادر الى تلبية طلبها.. ولكن بطريقته التي كلفت خزينة دولته أموالا طائلة،فأراد أن يصنع لها طينا يليق بقدميها فأمر الخدم ففرشوا حديقة القصر بالطين المعجون بالمسك و الريحان والجواهر و الذهب وأمر بسحق المواد التي يصنع منها الطيب، وأكثر في ذلك حتى ملأ به ساحة القصر، ثم صبّ عليه ماء الورد وأراق كميات هائلة من العطور، وأمر الجواري بعجن ذلك بأيديهن حتى صار كالطين، ثم دعا الزوجة الحبيبة لتخوض كما شاءت، ، وتحقق لها ما اشتهت نفسها و نزلت الملكة حافية القدمين تلهو هى و جواريها فى الطين و تلتقطن الجواهر و الذهب

و بعد حين نشب خلاف بسيط بين الملك و الملكة فقالت له : ما رأيت منك خيراً قط فقال لها معاتبا: ولا يوم الطين؟! فاستحيت واعتذرت ..

وأصبحت مثلاً يقال في مواقف لنكران الجميل وكفران العشير( ولا يوم طين )

وفي ذلك يقول الشاعر :

ولا يوم طينٍ يا رميكية الهوى

و قد كان طيني طينة الفخر والجودِ


وهو مصداق قول نبينا صلى الله عليه وسلم ( لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله ثم رأت منك شيئاً قالت : ما رأيت منك خيراً قط )

ورويت كذلك عن زوجة المأمون أمير المؤمنين لكن الأشهر روايتها عن محمد بن عباد واعتماد زوجته

*لهواة الاستماع : مقطع صوتي مضحك جدا للشيخ أبي إسحاق الحويني يحكي فيه نفس القصة



8 comments:

ستيتة said...

راااااااااااائعة
تسلم ايدك وشكرا على الأهداء
اول مرة اسمعها
شوفتي الحب بيعمل ايه
لازم الرجالة تيجي تشوف يوم الطين علشان فاكرين انهم بيعملوا للستات حاجة ههههههههههههههههههههه
تحياتي

يــوم جــديد said...

الرائعة أنت يا ستوتة
شرفتي المدونة والمدونات المجاورة المحلية والدولية يا حبيبتي
بجد أسعدتيني جدا

لازم الرجالة تيجي تشوف يوم الطين علشان فاكرين انهم بيعملوا للستات حاجة

لا طبعا وهو أي حاجة يعملوها تيجي ايه
جنب اللي هو عمله يومها دا بعد كمان ما أعتقها من العبودية وخلصها من قيود الجواري

:D بس مع ذلك ما بيضتش وشنا وقالت له ما رأيت منك خيرا قط

مفيش فايدة :)

Anonymous said...

طيب وخطبة الوداع
ووصية سيدنا محمد للرجال بالنساء

وسورة النساء نفسها في القران الكريم

لية قلت المثلين دول
ااقول لك

لان قصتك في جزء منها أو كلها تحتمل الصواب والخطأ
لكن في المثلين السابقين
لا
هي قصة حلوة
لكن اعتقد ان مش كل الستات منتظرين دة علشان يعترفوا بجميل بعض الازواج عليهن

انت متوصي عليكي من ستيتة توصية جامدة جدا

يــوم جــديد said...

صحيح طبعا ليست كل النساء تنتظر هذا للاعتراف بجميل أزواجهن ووصية النبي صلى الله عليه وسلم بالنساء تكررت كثيرا في سنته الشريفة
لكن هو مثل يضرب في كفران العشير
وذكره عدد كبير من العلماء مما يدل على صحة القصة وإن اختلفت نسبتهاوهذا ما شجعني على كتابتها

وتحذير النبي صلى الله عليه وسلم للنساء من كفران العشير لأنهن يكثرن من ذلك
لكن هناك أيضا رجال يكفرون العشير وهو موضوعنا هنا أو بالأحرى موضوع ستوتة الذي ذكرني بالقصة

انت متوصي عليكي من ستيتة توصية جامدة جدا
------------------------
ستيتة دي حبيبتي ربنا يخليها لي يارب ويكرمها
وما يحرمنيش منها

فعلا أسعدتني زيارة حضرتك الكريمة وأعتز بتشريفك لي جدا
وأتمنى أن تدوم الزيارة لأن زياراتك تضيف الكثير دائما

د. ياسر عمر عبد الفتاح said...

قصة جميلة جداً بجد
جزاك الله خيراً

يــوم جــديد said...

جزانا وإياكم

ثاني عنصر رجالي في التعليقات
كيف ترى القصة من منظور ذكوري؟

القدر و انا said...

يوم جديد
اول مرة اسمع القصة دى
شكرا لك زيادة معلوماتى
وهى دى الرجالة والا
بلاااااااااااااااااااا
تحياتى

يــوم جــديد said...

أيوة مين بينادي
صاحبة القلب الصافي
يا أهلا يا أهلا
منوراني
صحيح هي دي الرجالة
ربنا يرزقنا :)

لقطات

يقولون : ثلاثة لا تعود : زمن يمضي، وسهم يرمى، وكلمة تقال ولعل تلك الأخيرة من أكثر ما يؤثر فيَّ ليس فقط لأنها لا تعود لكن أيضًا لأنها تبقى ...