Thursday, August 13, 2009

المشتــاقـــون

في سكون الليل
تولد تلك التأملات الصافية
لتمد أرواحنا بالنقاء

...

في وقت السَحر
يخرج الدعاء صادقًا
ويتجدد الأمل في المغفرة
ويكون لله عتقاء من النار
كل ليلة

...

في وقت النهار
يتجدد جهاد النفس
وعطش الفراق

.....
في رمضان تحمل النسائم نفحات من بركات ربنا
تضاعف الحسناات
توحــد القلوب
تصفد مردة الشياطين

لكن قبل رمضان علينا الاستعداد لنجني الثمار
ندعو الله أن يبلغنا رمضان
لنجتهد في رمضان
ونسأل الله القبول بعد رمضان

دورة المشتاقون إلى رمضان

كل يوم درس وواجب عملي
دروس عملية للاستعداد والتغيير

للبنوتات
دورة الاستعداد لرمضان

أسأل الله أن يبلغنا رمضان
وأن يبلغنا في رضاه آمالنا
وأن نطمئن على والدتنا جميعا " ماما صافيناز"
وأن يستجيب لكل من سألني الدعاء

آمــين
رمضان مبارك
كل عام وأنتم إلى الله أقرب

Sunday, August 9, 2009

من وحي اللقاء التدويني



نعم ... كنت أتمنى حضور اللقاء

نعم ... لم أحضر اللقاء

لكنني أحسست به
كأنني كنت هناك
أحسست بجماله كأنني كنت معهم
تخليتهم
وتحاورت معهم حين تحاوروا

وابتسمت ابتسامة واسعة عندما رأيت ستيتة
وأحسست بالحنان عندما احتضنتي فاتيما
ورأيت رقة شيماء سمير على بوابة حديقة الأزهر :)
تمنيت أن أرى الجميع لولا أن إيمان لم تأت
واشتقت لرؤية صبرني وعذرتها لبعد المسافة

نعم ... لماذا تعلو وجوهكم هذه الدهشة ؟

إن من عباد الله لأناسا ما هم بأنبياء ، ولا شهداء ، يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله تعالى . قالوا : يا رسول الله ، تخبرنا من هم ، قال : هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم ، ولا أموال يتعاطونها ، فوالله إن وجوههم لنور ، وإنهم على نور : لا يخافون إذا خاف الناس ، ولا يحزنون إذا حزن الناس . وقرأ هذه الآية : ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون

اللهم اجعلنا منهم


Tuesday, July 28, 2009

نظرة ....2



"أمي........ أمي"

أفاقت من شرودها على صوته الصغير الدافيء
وكفيه الرقيقتين تمسكان يديها في براءة.

ذلك الكائن الصغير هو الذي يعوضها عن حب عمرها
نظرت إليه بعينيها لكن عقلها لم يكف عن التفكير
"عندما أكبر سأقود هذه الطائرة"
وأشار بيديه إلى طائرة يراها من خلال النافذة
صوت الطائرة جعلها تستيقظ
هي تكره صوت الطائرات
وركوبها
ورؤيتها
وعشق صغيرها لها

"حتى في أحلامك تشبهه"
تمتمت بينها وبين نفسها دون أن تشعر
ودون أن تشعر أيضا عادت تتذكر أيامهما معا

أيام زواجها الأولى كانت كطائف من الجنة لم تتوقع يوما وجود مثله في الدنيا
دنياها الصغيرة كانت له هو فقط
وعالمه الكبير كان يحويها ويحتضنها ويحفظ لها دائما مكانها في مركزه
قلبها كان له وقلبه كان لها
واكتملت سعادتها بقطعة منه خلقها الله في رحمها

كان يعمل طيارًا وكان يعرف كيف يجعلها تطير من السعادة
ويتقن إهدائها ذلك الإحساس بأن قدميها ليستا على الأرض
وهذا ما كان يهون عليها ويعوضها عن أيام سفره التي كانت تمر عليها كسنوات طويلة
حاولت أن تعتاد طبيعة عمله
وتفكر فيما ستفعله عند عودته بدلا من التفكير في غيابه
لكنه يومها لم يعد
ولم يتصل

انتظرته كثيرا وهي تهدهد أملها مع طفلها الرضيع الذي لم ير والده
بقيت تتلمس أخباره وتحكي لصغيره عنه
تحفر ملامحه داخل عقله
وتحثه على أن يرسمه


يتبع

روابط ذات صلة :
الجزء الأول

Monday, June 29, 2009

عــودة


ككرة مطاطية تقذفني إلى الحائط فأرتد إليك
ألمس دفء راحتيك فأجد فيهما الأمان .

دائما تذكرين هذا ولا تذكرين أني بعدها أعود فأربت على جسدك في حنان
وأعتذر لك عما كان .

أذكره لأن جدارك ترك فيّ خدوشًا تذكرني كلما حاولت أن أنسى، لكنك حينما تربت على جسدي
لا تترك يداك أثرا.

وكيف تريدينها أن تترك أثرا وهي تلمسك بحب لك وعطف عليك ؟

تزيل آثار الخدوش التي تركها جدار غدرك، هكذا يمكن ليديك أن تترك أثرًا.

إنك تطلبين الكثير ، فكيف لكرامتي أن تعترف بالخطأ وتزيل آثاره !
أما يكفيك لمسة يدي اعتذارًا ونظرة عيني إنكارًا؟!

ما عادت تكفيني ، فجسدي الضعيف قد هدته كثرة الصدمات والجدار يشتد ويزداد متانة
والجرح يزداد عمقًا ومهانة

يا كرتي الصغيرة أنت رضيت بهذا من البداية

رضيت لأنك كنت غير ما أنت ، رضيت دهرًا عسى أن يتغير الحال وتكف عن صدماتك المتلاحقة
وضرباتك الموجعة

عليك أن تقبلي بي كما أنا فإني قبلتك كما أنت ؛ كرة مطاطية أملكها ،
فلا تتمردي على مالكك فإني لم أشتك يوما لين جسدك ونعومته ،
فلا تشتكي قوتي وكبريائي.

إذن فأعطني هدنة أفكر فيها بتأن وأشفى من جراحي ويخف ألمي ثم أعود إليك.

ليس لي عنكِ غنى ولا أطيق عنك بعدًا فإني من غيرك لا..............

أعرف أنك لن تكملها ولن تسمح لي إلا أن ألمحها متوارية خلف سد كلماتك،
أو أبحث عنها في أعماق بئر حروفك... نعم سيدي لا غنى لمالك عن ملكه
ولا لمُلك عن مالكه... ها أنا ذا أعود إلى راحتيك من حيث بدأت فلا.......................

وقبل أن تتم كلماتها كان ارتطامها بالجدار قويًا عنيفًا..
أعنف من كل مرة ...

Tuesday, June 16, 2009

شكر وعرفان


شكر وعرفان وتقدير وامتنان
أدين به لكل من اهتم لأمري
ولكل من دعا لي بظهر الغيب
فدعواتكم كانت لي سناءًا في وقت الظلام
وبسمة وقت البكاء
كانت لي نورا وضياء

وأشكر أصدقائي الأربعة لأنهم عرفوني بأناس رائعين بكل معانى الكلمة
وأشكر الألم الذي أسأل الله أن يكون سببا في ثقل ميزان حسناتي (لا تبخلوا بآمين :) )

ولي مع
اثنين وقفة خاصة مع شكري وتقديري للجميع :

1-
عاشقة التوت حبيبة قلبي ستوت
أسأل الله لها أجر عيادة المريض وأثق أنها كانت سببا في زيارة آخرين ودعواتهم
فالكل في ميزانها إن شاء الله

2- صاحبة الدعوات المخلصات المباركات - والمستجابات بإذن الله - الجميلة
أم البنات
أكن لك كل تقدير واحترام
بارك الله لك في ابنتك وأقر عينك بها

لو أستطيع أن أذكر كلا باسمه لفعلت
لكن تضيق الكلمات ولا تكفي أمام ما كان منكم من مودة وإخاء
جزاكم الله خيرا كثيرا

وأهمس في أذن صغيرتي الحبيبة وأقول لها :
زعلانة منك يا شيماء يا سمير :)

Wednesday, April 29, 2009

أصدقائي الأربعة


في الليل ... أجلس وحدي ، لا يرافقني إلا هذا الظلام الحالك ، وتلك الآلام التي انتشرت في أنحاء جسدي
وأشد من الألم العضوي الألم
النفسي الذي حاولت مرارًا التخلص منه حتى بالأدوية لكن لا شيء يجدي .

يبدو أن كل ألم زار جسدي أحبه فبقي فيه وأبى أن يغادره إلا في أحايين قليلة ، فأصبحت مريضة معظم العام ،
أقوم من مرض ليقعدني غيره ثم يعود الأول للظهور ، حتى سئمت هذا العذر؛ لم أذهب لأني مريضة ، لن أستطيع لأني مريضة ،
لم آت فقد كنت مريضة .


البكاء رافقني لوقت طويل من حياتي إلا أنه لم ينجح في أن يجعلني أحبه
رغم أنه قريب جدا إلا أنني لم أختره صديقا
وإنما كان كالضيف المتطفل ، فرض نفسه علي فرضًا دون إذن.
كثيرًا ما أحاول طرده فيزيد إلحاحه، ويظل يخيم علي ويكتم أنفاسي ويملأ ما بين ضلوعي حتى أختنق ...
فيرحل لدقائق ثم لا يلبث أن يعود من جديد.

الهدوء أيضًا رافقني كثيرًا فهو صديق البكاء لكني أحبه.
حتى عندما أشتاق
للصخب أشتاق في هدوء.

أما
الألم فلم يعد صديقًا .. بل صاحب مكان
أتمنى أن يطردني ويأبى إلا أن يبقى ويبقيني معه.
أصبح جسدي ملعبه وسكنه وداره التي يرتاح فيها ...ويتعبني.
وهو شديد
الوفاء لا ينساني أبدًا.
حتى أنني أفتقده عندما يغيب لكني لست
ألتمسه إن افتقدته؛
فافتقادي له ليس
شوقا ووحشة
وإنما
انتظار وترقب
وخوف ودهشة .
أحيانا أتمنى أن أمسكه من عنقه... أقصد من
لامه
لكي تترك مكانها وتسكن في آخره وتترك المجال لتلك
الميم المسكينة لتستدفيء في الوسط قليلا
فقد كدت أفقد تفاؤلي وانتظاري
للفرج المصاحب لاستحكام الحلقات.

أما حبيبتي المسافرة دائما - والتي لا تزورني إلا بضع ساعات كل فترة - فإني أبقى في شوق إليها دائما.
أحيانًا أيأس من مجيئها، وأحيانًا أقول لنفسي : " هي
السعادة هكذا دائمًا تحب الدلال حتى تزيد غلاوة فنشتاقها إن غابت ونتمنى رجوعها، رغم أننا نتمنى أن تكتسب بعضًا من صفات التطفل والالتصاق ؛ فلسنا نمل وجودها أو نرجو رحيلها مهما طال بقاؤها.

أصدقائي الأربعة ...... جمعتهم صفة الوفاء
وجمعتني بهم أيام وذكريات.
أصبحتم جزءًا مني أو أجزاء.

فللبكاء والألم أقول : أرجوكم خففوا من زياراتكما وتصادقا بعيدا عني، وأعطياني منكما فترة راحة.

وللسعادة والأمل أقول : اشتقت إليكما

Sunday, April 12, 2009

ألهاكم التكاثر

أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ

أتأمل الآية الكريمة
ويلح على رأسي سؤال
ألا يلهينا إلا التكاثر ؟؟
لماذا ذكره الله تعالى ولم يعطف عليه حتى سببا آخر ؟
.............
أقرأ الآية من جديد
ويسافر عقلي في زحام الكلمة
كلمة لكنها لخصت كل ما يلهي
لخصت تاريخ البشرية كله

الكل مشغول
بالتكاثر
فهذه مشغولة بخطبتها وتلك بزواجها
وأخرى بأطفالها ورابعة بالاستعداد للزواج
وهناك من يلهيها
عدم زواجها
وهناك مشغولة بزواج غيرها
هذا يلهيه عمله المضني أملا في تكوين أسرته
وذاك يشغله
إنجاب ذكر يحمل اسمه
وهناك من يستمر إلهاؤه بالتكاثر حتى يكون له
حفدة بنين وبنات

ويستمر الجميع في إطار واحد
كلهم يلهيه التكاثر بطرق شتى مباشرة وغير مباشرة


حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ

ويتوقف المشهد فجأة
يتوقف السعي الحثيث
ويحل سكون تام
صمت مطبق يلف المكان
من هول الصدمة
توقف الدوران في
دوامة الحياة
لكن بعد أن فات الأوان
ليس يفيد التوقف الآن
وكانت الكلمة "
زرتم"
أكل تلك السنون في القبر مجرد "زيارة"
أليست مكثا أو إقامة؟!
هي الحقيقة بكل ما تحمله من صدمة
بعث القوم للقيامة ، ورب الكعبة، فإن الزائر منصرف لا مقيم *

كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ

سوف تعلمون مكانكم من الجنة أو النار
سوف تعلمون عملكم إلى ثواب أم إلى تباب
اليوم تنكشف الحجب
فالبصر اليوم
حديد

ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ

" ثم "
كعادتها تصعد بي درجة أخرى
من درجة
الرؤية
إلى درجة
الإدراك
إدراك عاقبة الانشغال والتلهي


كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ

أترانا نكون كما نحن لو علمنا علم اليقين
لو علمنا مصيرنا علم اليقين
أو علمنا دارنا علم اليقين
لو علمنا عاقبتنا بعد انتهاء الحياة الدنيا
وبداية الحياة الآخرة
وأسأل نفسي لو علمت علم اليقين
ماذا كنت سأغير ؟

لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ

نراها من بعيد
فنستعيذ من حرها
ونسأل الله السلامة منها
والبعد عنها
والنجاة من حرها


ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ

أقرأ فتتجسد الصورة أمامي
أكاد أراها
أكاد أحس بلهيبها
أكاد أسمعها تقول : "
يارب أكل بعضي بعضا " **
فما عساها تفعل بغيرها
إن كان هذا هو حالها مع بعضها


ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ

ترى أي نعيم ذلك الذي نسأل عنه ؟
أهو صحة الجسم والماء البارد كما ورد عن رسول الله ***

أم هو
ظل بارد ، ورطب طيب ، وماء بارد ****
عن المال ؟ عن الطعام ؟ عن الأمن ؟
عن أي نعيم نسأل يارب ونحن فيه غارقون
عن السمع ؟ عن البصر ؟ عن الكلام ؟ عن التفكير ؟
وهل تكفي أعمارنا لنعدد نعم الله علينا ؟
الحمد لله الكريم
اللهم يسر سؤالنا عن النعيم


-------------------------------------------------------------------

* قول لأعرابي سمع الآية
-----------------------------------------------------------------------------

** في البخاري عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
اشتكت النار إلى ربها ، فقالت : رب أكل بعضي بعضا ، فأذن لها بنفسين :
نفس في الشتاء ونفس في الصيف ، فهو أشد ما تجدون من الحر ، وأشد ما تجدون من الزمهرير .
-----------------------------------------------------------------------

***إن أول ما يسأل عنه يوم القيامة يعني العبد من النعيم أن يقال له ألم نصح لك جسمك ونرويك من الماء البارد" رواه الترمذي
----------------------------------------------------------------

**** حديث طويل ورد بطرق مختلفة وخلاصته أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خرج ذات يوم فوجد أبا بكر وعمر، فقال لهما: ما أخرجكما هذه الساعة؟ قالا: أخرجنا الجوع. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: والذي نفسي بيده ما أخرجني إلا الذي أخرجكما، ثم اصطحبهما -صلى الله عليه وسلم- إلى رجل من الأنصار فأضافهم، وقدم للنبي -صلى الله عليه وسلم- وصاحبيه ماء عذبا وعذقا فيه بسر ورطب وتمر، وذبح لهم الشاة، فأكلوا منها، فلما انتهوا قال صلى الله عليه وسلم: والله لتسألن عن هذا النعيم

لقطات

يقولون : ثلاثة لا تعود : زمن يمضي، وسهم يرمى، وكلمة تقال ولعل تلك الأخيرة من أكثر ما يؤثر فيَّ ليس فقط لأنها لا تعود لكن أيضًا لأنها تبقى ...