Wednesday, October 21, 2009

هكذا ربَّـى النبي... 3




ماعز والغامدية


2- التائب من الذنب كمن لا ذنب له

في حياتنا المعاصرة يظل الذنب عالقـا بالأذهان لفترات طويلة لا يهم في ذلك إن كان المذنب قد تاب أو ندم أم لا
ولا يهم إن كان الله قد غفر له أم لا
المهم عندنا - إلا من رحم ربي - أنه قد أذنب
حتى وإن لم يكن الذنب في حق أحد من البشر
لكن هذا يضعه في القائمة السوداء
فيذكر له هذا الذنب طوال عمره وأحيانا بعد وفاته
لكن هذا لم يكن حال رسول الله صلى الله عليه وسلم
فالإسلام - ممثلا في شخص النبي الكريم- يراعي الضعف البشري
ويقر بأن " كل ابن آدم خطّاء (كثير الخطأ) وخير الخطائين التوابون "
ويظهر ذلك جليًا فيما رواه مسلم ن عمران بن الحصين رضي الله عنهما ( ان امرأه من جهينة أتت النبي وهي حبلى من الزنا فقالت : يانبي الله أصبت حدا فأقمه علي فدعا رسول الله وليها فقال : أحسن اليها فإذا وضعت فأتني بها ففعل فأمر بها فشكت عليها ثيابها ثم أمر بها فرجمت ثم صلى عليها فقال عمر بن الخطاب : أتصلي عليها يانبي الله وقد زنت فقال النبي : لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم وهل وجدت أفضل من أن أجادت بنفسها لله )


وفي سنن الدارمي ومسند الإمام أحمد ( ............ فحفر لها حفرة فجعلت فيها إلى صدرها ثم أمر الناس أن يرجموها فأقبل خالد بن الوليد بحجر فرمى رأسها فتلطخ الدم على وجنة خالد بن الوليد فسبها فسمع النبي صلى الله عليه وسلم سبه إياها فقال مه يا خالد لا تسبها فوالذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لغفر له فأمر بها فصلى عليها .

ففي حياتها أمر وليها بالإحسان إليها
ونهى صلى الله عليه وسلم عن سبها حتى بعد موتها وهي لن تتأذى منه
ودار في نفس الصحابة ما يدور في النفوس من احتقار للمذنب وازدراء للعاصي حتى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه استنكر الصلاة عليها " أتصلي عليها وقد زنت؟!"

ليوجه النبي صلى الله عليه وسلم ويصحح 
فلا يخرج المذنب من إنسانيته لذنبه 
ولا يخرج المسلم من إسلامه  لضعفه
لأنه بشر يخطيء ويصيب
يذنب ويتوب
يضعف ويعود فيندم

"والذي نفسي بيده ! لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ، ولجاء بقوم يذنبون ، فيستغفرون الله ، فيغفر لهم"


روابط ذات صلة :

ماعز والغامدية بين الأمس واليوم  مقال لريم أبو عيد صاحبة فكرة حملة أنا بشر ضد التشهير بالأعراض

لو سترته بثوبك  للشيخ عبد الرحمن السحيم




7 comments:

ستيتة said...

كل حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم
ومكارم الأخلاق
والرحمة
وستر الأعراض
والتماس الأعذار
والحض على الفضيلة
يجعلني اقول
الحمد لله على الإسلام وكفى بها نعمة
تسلم ايدك وجهد مشكور وربنا يجعله في ميزان حسناتك

إيمان said...

بجد لما بتأمل سنة الرسول عليه الصلاة والسلام

بستغرب ازاى الناس اللى المسلمه بالفعل ممكن تعتنق فكر تانى غير الاسلام الا كانوا بيهربوا من المسؤليه بحجة عدم الاقتناع
الحمد لله على نعمة الاسلام
اللهم اغفر لنا ذنوبنا
اللهم اغفر لنا ذنوبنا

رابطة هويتي اسلامية said...

وكما وعدناكم بأن تستمر حملتنا وتأتي بكل جديد

ضيف حوارنا هذه الرسالة :::

الأستاذ معتز شاهين - باحث تربوي

صاحب مدونة إحنا وهما

وهي مدونة تهتم بالإستشارات التربوية

نتمني منكم المشاركة معنا في الحوار لمزيد من الإستفادة ولمزيد من الإفادة

مع تحياتنا

أسرة رابطة هويتي إسلامية

تامر علي said...

كل ده وبعدين بقولوا الاسلام ضد المرأة وحقوق الانسان :)

شيء عجيب فعلاً

جهد مشكور

يــوم جــديد said...

د. ستيتة
شكر الله لك حبيبتي
وجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه

يــوم جــديد said...

إيمان
محدش من الناس المسلمة "بالفعل" ممكن يعتنق فكر تاني غير الإسلام
:)
آمين يا حبيبتي وكفى بها نعمة

يــوم جــديد said...

أ. تامر علي
ادعاء باطل لا يثيره إلا الخوف "من" الإسلام

أول تشريف كريم منكم لمدونتي المتواضعة
أتمنى ألا يكون الأخير

شكر الله لكم

لقطات

يقولون : ثلاثة لا تعود : زمن يمضي، وسهم يرمى، وكلمة تقال ولعل تلك الأخيرة من أكثر ما يؤثر فيَّ ليس فقط لأنها لا تعود لكن أيضًا لأنها تبقى ...